التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كائنات الزخم المعرفي كالباستا



بعد انقطاع وتفاوت في المدد المقالي خاصتي , اصافحكم بتحية عدد ما تحمله المعاني اثر تشابك الأبجديه ..

ان زحمة الحياة قد لا تمنح لك الفرصه في التعرف على شخصية احد افراد البشرية الذين ينتمون للحزمة الحيه والواعية في تنمية الحراك المجتمعي لذلك لعلك تحتاج الى مكان هادئ لتستنزف المخبئ في عقله الباطن وعليه يتحدد ما إذا كان هذا الشخص يمكن العمل معه ام لا . هذا بالضبط ما حصل معي مساء البارحه حيث موعد جمعني بأحد المحسوبات في النشاط الاجتماعي فكانت تعرفني ولا اعرفها وحاولت أن تذكرني بلقائنا سويا في تقاطعات الحياة .. وفي سياق الحديث اشعرتني ان البلوره السحرية بين يديها فلا مدخل ولا مخرج لجميع الجهات والمؤسسات إلا وحاكت به صوفاً وصنعت فيه سجاده , وكانت تومي برأسها حال حديثي عن المجتمع بشكل عام وكلما ذكرت أحد القيادات بحثت عن من فوق هذه القيادات لتبرز اتساع دائرة علاقاتها بالمجتمع لدرجه اني اخجل من الإسهاب فكأنها ستكمل عني ما في داخلي بعدها لزمت الصمت لعل لديها ما يثقل كفة العقل فمددت لها عبارات اشبه "بالواي فاي" لتتحدث باستمرار دون انقطاع وتجاوزت عنها علامات التشكيل ودعمتها بالفاصلة"," لتلحقها دون انقطاع بنقطه وسكون". ْ"

لكن ما بدا لي أن الشخصيه التي امامي حديثها اكبر مما تقتضيه حالها فعلى جبينها عراك متشتت الآفاق لا ارى نجاح يعقبه ولا فشل يركسه فمسارها طبيعي في تلك التلاطمات في الحياة .  اذن لماذا هذا النموذج من الناس والذي هو نسخه لآلاف ومئات يحذون حذو العنجهية والفرعنة والدهاء المعرفي بدهاليز وميكنة الحياة بل ومعرفة الشخصيات البارزة على نمط الحميمة والعشرة والصداقة العميقة فإذا تحدثت عن لعبة كرة القدم فوجئت بمقاطعتك ومعرفتهم للبرتغالي كرستيانو رونالدو واقتباس تغريدا ته عبر حسابه بتويتر وكأنها حديث جانبي دار بينهم وبينه لحين خيل لك انهم سبب حصوله على الكرة الذهبية , خذ اليك تجاذبات الميزانية التريونية للسعودية يشعرونك بأنهم حقل نفطي سبب تريونيتها , وعلى نحو آخر أن صخره ما على المريخ  كانت اثر غبار المعارك التي احدثها القعقاع في العام ماقبل الأربعين للهجرة فلو كان الحديث عن شجاعة القعقاع من باب الفائدة لكان أجدر بساعات انقضت للوقوف على إطلال القعقاع لكن ما علاقتي أنا بتلك الصخره في المريخ!! . لاشك أن الشق اكبر من الرقعه  لكن نحن من احدث الشق فثمة عقلانية يفترض ان نعترف بها وهي تقنية التقارب الإلكترونية والتي جعلتني صديقة لأوبرا لكن صديقة جامدة عبر نهج الصداقه الحديث بما يسمى الإنستقرام فأسدد لها " اعجاب "لايكات" فحسب واتابع شهيقها وزفيرها عبر لحظات يومها  فهل بت " بنتآخي اوبرا" او كما يقال صديقة حميمة لأوبرا  .

لقد ضعفت النفوس فتسلقت بما يشبع الذوات دون أن تحدث التغيير الفعلي لواقع الحياة فمعرفة كل شئ دون أن تفعل شئ هو الفشل , ليس عيباً ان لم تضطلع على أمر ما  أن تصمت فكلنا "مثقف ومُطلع وقد خرجت الينا وبين يدينا عبر الحسابات الإلكترونية أوراق الساسة والبطانة والشعب وحتى حارس المدرسه وعامل النظافة فلا ضير ان اخترت لجلستك مع شخص ما محور واحد يجمع ويؤطر الحديث الذي جئت من اجله , ولب الثقافة قولك لا اعلم , فما هذه إلا رفعه وذوقٌ لتتوقف عن السيل التراكمي من الآخرين الذي قد يطوقك عن الخروج بفوائد التعارف معهم.

ما ارنوا اليه الحذر من هذه الأصناف لأنها لذيذ وممتعه وطعمها جيد للاستئناس بجوار حائط نترقب خلفه "ظلال العصرية" لتمحور المحاور عن منعطفات ومسارات عده في هذا الزحام المجتمعي لكن لا وقت لدينا جميعاً أن نزحم عقولنا بزخم وترهات لا طائل منها  هذه اصناف فكرها مشحون ومزدحم بالبهارات لا تعرف اي نوع من الباستا هو !  ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوها تهاجر ولا تهرب

أخذت هاشتاقات الحقوق النسوية والهاربات إلى دول أخرى صعود إعلامي كبير ينهل محتواه من تغريدات ومقاطع بث  ومطالب تصل إلى "ترندات" مثيره للاشمئزاز . المتابع لصعود هذه الهاشتاقات يجد أنها عناوين متجدده لنفس القضية  الواحدة تأخذ طابع السيناريو وتتبعها قصه لكل هاربة فتجعل المجتمع يتابعها كحلقات مسلسل متتالية تظهر في  أوقات متفاوتة بين الحين والآخر ويترقب المتابع جديدها بينما لايوجد من جديدهن من وصلت إلى مرحلة الإنجاز لذاتها  قبل أن يكون لمجتمعها ودولتها فلا يوجد منهن من حققت العيش الكريم الذي كان سبب هروبها.    لن أدعي المثالية لمجتمعنا لكن قد يكون بعض مسببات الهروب حقيقة وجميع الأسباب أدت للحادثة والتي نخشى أن  تتحول لظاهره حين تُستغل المُسببات التي تشير أنها خارج إطار الحقوق المفترضة لتصبح في سياق البنود والمؤشرات  التي تعطي حق اللجوء والهرب.   من هنا أود الإشارة لأمرين الأول: هل دولتنا على استعداد لتجهيز دور مخصصة للمشكلات الاجتماعية في ظل التغيرات  المجتمعية جميعنا يعلم أن الروابط الأسرية ونوع المشكلات الأسرية تختلف من زمن لآخر ...

مقال بعنوان : استضعفوك فوصفوك هلّا وصفوا شبل الأسد

 بقلم : الكاتبة السعودية والإعلامية بدرية الجبر  عندما تأثرت الميزانية المالية وتصدعت من زلزال الطمع والسرقات كان لابد من وضع نظريات وأسباب تأثرها لمحاولة انقاذ القيّم وشرف المهنه من مرحلة عار العجز والنهوض مجدداً لتحقيق الرؤى والأهداف وإعادة سد الاحتياج بدعم منصة التمويل داخل المنشأة سواء كانت في شركة أو غيرها ، ولكونها مرحلة تعتبر من اصعب المراحل في جميع القطاعات والجهات والمجموعات العاملة فلابد من نشاط "أصبع الاتهام" التي تتجول في مرافق الهيكلة الإدارية من رأس الهرم إلى القاعدة وينتهي الأمر بتوجيه العجز وتدهور الميزانية المالية وفشل جميع خطط الإنجاز بالإشارة للموظف البسيط والتخلص منه ليتم طي هذه الصفحة على عجالة وجذب طاقة الهمه والانتصار ليستشعر الجميع بثمة عقبه ومرحلة زمنية مرت فيها المنشأة و أستطاعوا اللصوص أن ينقذوا موقف العجز، وبلاشك أن النجاه لكل شخص من هذه المواقف التي تحصل في كثير من القطاعات وبمختلف المجالات يؤثر على كلمة الحق ويكتفي الشخص بسلامته من الإتهامات ويلزم الصمت ليدخل لسلم المعيشة والترقيات  قد يبادر لذهن القارئ دور الجهات الرقابية ! إلا أن بعضها ...

أقنعة بلا روح

بقلم : بدرية الجبر  عِنْدَمَا يُصَابُ الْإِنْسَانُ بِوَعكه صِحيِّه يَتَّجِهُ لله تَعَالَى ثُمَّ لِكُل ما في الطَّبِيعَةَ وَ يَتْرُكُ المَأْكُولَات باشكالها وَ أَلْوَانهَا وَيَلْجَأُ للإستشفاء بَعْدَ اللهِ تعالى بِالأَطْعِمَة الصِّحية و الْأَمَاكِن المفتوحه و الهَوَاءَ النَّقِيَّ وَهَذَا الأَصْل يُعْتَبر قَاعِده ثَابِته فِي " زَمَنَ الْمُلَوَّثَاتِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الغيرِ صحيَّةَ " و هُوَ تَمَامَا ما يحدث فِي دَهَاليزِ التَّجْمِيلِ وَالْأَنَاقَةِ فِي " زَمَنَ الأقنعة"، لقَدْ كثْرٌ فِي الآونه الأخيره اِسْتِخْدَامَ أَقْنِعَةِ التَّجْمِيلِ بِشَكْلِ خَطِيرِ جِدًّا يَتَجَاوَزُ المَرْحَلَةُ الْأوْلَى التي دَخْل فِيهَا النَّاسَ للتَّصْلِيح وَالتَّعْدِيل وَالتَّنْظِيف و اصلاح مَا افسده الدَّهْرَ، إِلَى حَيْثُ مَرْحَلَةٍ تَبْرُزُ حَالَةُ مَرَضِيَّةُ يَبْحَثُ فِيهَا المَرِيضُ رَجِلًا كَانَ أَو امْرأَة عَنْ عَمَلِيَاتِ تَحْدِيدٍ و تَضْخِيمِ و فَكٍّ و تَرْكِيب و شَفْط و نَفَخَ و نحْت تَحْتَ مُسَمَّى " رِتُوشَ التَّجْمِيل" لَيْسَ لِتَصْلِيحُ مُشَكَّلَة صِحِّيَّة تُؤْث...