الجمعة، يناير 03، 2014

تأسيس مبادرة شعبية


                                            



أن الوصول للمجتمع المدني قبل مواقع التواصل الاجتماعي مقتصرة على الصحيفة الورقية والمؤتمرات الإعلامية وبعض القنوات الإعلامية مما يجعل بعد الأفق للفكرة أو المعلومة لا يمثل ما آلت اليه سبل التأثير والتجييش عبر فضاء الانترنت وكثرة "التطبيقات" للتواصل في اجهزة الاتصال المحمولة , وهذا يبرهن أن امكانية انجاز فكرة أو اقتراح سياسي و اقتصادي أو غير ذلك ممكنه في ظل ما ذكرته آنفا .

المفكر العربي الدكتور عبدالله النفيسي وما يحمله من حقيبة ملؤها الخطط والأفكار التي تصب لنصرة العرب المسلمين في الوطن العربي جاء بسلاح يخشاه الغرب لأنه يؤدي الى تعزيز مكامن القوى للدخول ضمن الدول العظمى وفكرته تحتاج لدعم اعلامي لا يشوبه ضباب اولئك الذين تمتطي عقولهم اهداف غربيه.
النفيسي ياساده استخدم جميع الوسائل المتاحة لتوصيل فكرته "الكونفدراليه" للحكومات وقيادات الدول الخليجية فكان ذلك المؤتمر الذي عقد في الكويت ويجمع قادة مجلس التعاون لتجاذب ملامح الاتحاد عبر أوراق الوحدة العسكرية  لكنه لم يتكون فعلاً وواقعاً بل أن استمرار مسمى الكونفدرالية يجده المعارضون كأنه قنبلة هيروشيما فوضعت عقبات كثيرة دون تسييس الأمور ومعالجه العوائق التي تحيل دون تكوينه , ولأن الخطر ظهر جلياً وبات يشكل تهديد مباشر بل وقذائف تحذف من هنا وهناك على حدود الدول التي تعتقد بأمنها وأمن مواطنيها عرج المفكر النفيسي الى الشعوب العربية وخاصة الخليجية بعد يأسه من حال الحكومات واختار أن ينزل الى طبقة الشعب الذي يحرك الحكومة فكررها في حوارات ولقاءات كثيرة بقوله "اتحاد" لعلها تكون اكثر لطفاً حين وضعها في قالب تتناوله جميع مستويات الثقافة.

  لذلك لا ضير في احتياج المفكر العربي الدكتور عبدالله النفيسي لنمط ينتهج الشعبوية في ظل وجود ادوات التواصل الإلكترونية و"تأسيس مبادرة شعبيه بدل "الحكومية" لمقاومة الأخطار التي يتعرض لها الإقليم العربي والخليجي  فعلى سبيل المثال محاولات التمدد الإيراني في الجزيرة العربية وخطط التفتيت الإسرائيلية ومطامع الدول الغربية والفتن والطوائف المدسوسة ... ,  وهذه المبادرة تخص الشعوب الخليجية , التي شربت الوعود والتهدئة من مسؤوليها لحين تشابكت دهاليز السياسة ولابد لنا جميعاً من احداث دور داعم لهذه المبادرة وهي اقل تكلفه من الثورات التي اشتعلت في تونس ومصر وسوريا وماتزال تتأجج بين الحين والآخر في بعض الدول العربية  سيما انها تتسم بمطالبه جزئية تترتب على خلق نظام او قانون وليس ازالة حاكم.

انه حري بنا أن ننظر لترسانة تسند الوطن العربي ضمن المجتمع الدولي الذي تموت فيه الدول الضعيفة فلا تظهر  عبر خارطة العالم غير الدول العظمى وتطمس ما دونها وهذا النظام العالمي  يبرز خطر الحال العربية وعلى وجه الخصوص الدول النفطية الخليجية بعد أن دُك الاقتصاد لديها بإحداث الربيع العربي واستغلاله بتكثيف التبرعات كونها متعافية اقتصادياً واستنزافها بمساعدة اقتصاديات الدول المتضررة المجاورة .

أن البحث عن الحلول يحتاج لعمق النظر وابرزها " فتيلة المبادرة" التي تنشئ  الاتحاد عبر خطوات أولها "بتأسيس المبادرة الشعبية" المكونة من لجان عديدة بحيث نستطيع نحن كأفراد مواطنين من تمكينها واقعاً كلجنة اعلاميه وخلايا بحث و مجموعه توعويه ومحاضرات للمطالبة بالوحدة الكونفدرالية وتوضيحها بشكل صحيح واستنكار المواقف التي تتعرض لها الدولة من دول معاديه يفترض أن يقابله تجييش استنكاري يظهر حجم التطاول والمطالبة بالعقوبات ولا يمر علينا كصمت الخائف .


                                                                كاتبة وناشطة اجتماعية : أ / بدرية الجبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق