التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طابت النفس وابتسمت



اخترت قراءة الفرحة بالوطن في عبارات المحبين ومشاهدة الفعاليات عبر التلفاز و أثرت البقاء في المنزل  ليس عدم رغبه بالمشاركة ولكن تفادياً لبعض المشاكل التي لا سمح الله قد تحدث من بعض الفعاليات المزدحمة التي يكتظ فيها أهالي المنطقة من كل صوب , فالمهرجانات والبرامج تجمع بين مواطنين يشاركون بتفاعلهم وحضورهم ما تعده  المنطقة ليوم مختلف عن باقي الأيام وبين من يرغبون الشعور بالوطنية ولا يجدونها في محيطهم ..
وبين هؤلاء وهؤلاء أناس لم يعلموا بأن هناك يوم وطني وتواجدهم كان من باب الصدفة. وهذا الأخير هو الجمود في الشعور إزاء مناسبة حرياً بنا توطيدها امتداد للأبناء والأحفاد  .
ولابد من البحث عن طريقة لتحريك جمود المواطنة في أعماق المواطن فالاحتفالات أمر مؤقت لأنه وبعد نهاية هذه الفعاليات سوف يعود إلى عدم المبالاة مجدداً  بذلك قد نحتاج إلى عدة مناسبات وطنية لمن لا يشعر بها إلا عبر التجمعات والاحتفالات في الشوارع والطرقات , لعل البعض أيضا لا يستطيع الإحساس بالوطن إلا عند ممارسة السلوكيات العشوائية والتي تكشف ما في أعماقه من جهل فيهيب ركوب الموجه الخضراء دون وعي وأدراك  ..
على نحو آخر لاحظت وجود من يجلدون في الوطن ويزيد نشاطهم في هذه المناسبات ويعتبرون المسبب لكثير من المشكلات التي تقع في هذا اليوم , ومن المؤسف أن يجدوا حولهم أصحاب الرؤية الضيقة الذين يقف الإحساس بالوطنية لديهم حين يخلطون الأمور ببعضها ويجلدون الوطنية بسبب تقصير المسئولين , فكم من متألم لم يلبي "الوطن" حاجته وأعني "بالوطن" هنا ما تصوره نظرتهم القاصرة في ربط الوطن بأصحاب الشأن والمسئولين , بيد أن الوطن هو تراب وحدود جغرافيه ومقر وكيان عريق لا يملك الحقد والكره والظلم ولا شأن له بمن لم يجد عمل  أو مسكن أو من يعاني من البنوك وصناديق الاقتراض ولا يحمل وزر من توفي له قريب وحبيب في مستشفيات رديئة أثر خطأ طبي أو لم يجد سرير لحاله طارئة .. أن الوطن هوية وارتباط عميق يجمع اسم والدك وجدك وقبيلتك تمتد فيه الأصالة والكرامة والانتماء فهو نقي وبرئ من ذنب كل مسئول مقصر وقف حاجز بين حبك لوطنك الأم الذي يحتويك فكان التقصير الذي نجده من بعض الجهات والدوائر الحكومية وغير الحكومية كالغبار الذي يحجب الرؤية عن عينيك ويجعل حبل ترابط الوطنية ضعيف ويتمزق مع أول عثرة تواجهها في حاضرك ومستقبلك.

الحقيقة إنني لا اعلم أن كان عدم خروجي للمشاركة ينقص في وطنيتي أم لا..!! أو قد يفسر البعض بعد قرأت هذه القصاصة التعبيرية مالا تقتضيه كلماتي.. !! ولكن ...!!
دعتني الذاكرة  هذا المساء إلى  ذكريات جميله وأدعوك عزيزي القارئ لتأملها أراها بصورة الأبيض والأسود وهي صور في ذاكرة كل مواطن سعودي تصفح الماضي مع والده ووالدته أو جده وجدته وقد استمتع بها كروايات وقصص وقصائد تعود به إلى تلك العراقة إنها متعة الفخر بالانتماء لهذه الأرض فمنها تلونت رسومات ولوحات فنية ونسجت الأقمشة بإشكالها الشعبية وصنعت الأعمال التراثية كالمباني بالطين والوبر وأخذنا هويتنا السعودية بعد أن مّن الله علينا بالملك عبد العزيز رحمه الله ليحقق لنا الوحدة في شبة الجزيرة العربية ويربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب في دولة واحد تناولتها كتب التاريخ بسيرة عظيمه تخلد في الذاكرة تلك الأمجاد حتى اذا جاءت سيرة الوطن طابت النفس وابتسمت.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوها تهاجر ولا تهرب

أخذت هاشتاقات الحقوق النسوية والهاربات إلى دول أخرى صعود إعلامي كبير ينهل محتواه من تغريدات ومقاطع بث  ومطالب تصل إلى "ترندات" مثيره للاشمئزاز . المتابع لصعود هذه الهاشتاقات يجد أنها عناوين متجدده لنفس القضية  الواحدة تأخذ طابع السيناريو وتتبعها قصه لكل هاربة فتجعل المجتمع يتابعها كحلقات مسلسل متتالية تظهر في  أوقات متفاوتة بين الحين والآخر ويترقب المتابع جديدها بينما لايوجد من جديدهن من وصلت إلى مرحلة الإنجاز لذاتها  قبل أن يكون لمجتمعها ودولتها فلا يوجد منهن من حققت العيش الكريم الذي كان سبب هروبها.    لن أدعي المثالية لمجتمعنا لكن قد يكون بعض مسببات الهروب حقيقة وجميع الأسباب أدت للحادثة والتي نخشى أن  تتحول لظاهره حين تُستغل المُسببات التي تشير أنها خارج إطار الحقوق المفترضة لتصبح في سياق البنود والمؤشرات  التي تعطي حق اللجوء والهرب.   من هنا أود الإشارة لأمرين الأول: هل دولتنا على استعداد لتجهيز دور مخصصة للمشكلات الاجتماعية في ظل التغيرات  المجتمعية جميعنا يعلم أن الروابط الأسرية ونوع المشكلات الأسرية تختلف من زمن لآخر ...

مقال بعنوان : استضعفوك فوصفوك هلّا وصفوا شبل الأسد

 بقلم : الكاتبة السعودية والإعلامية بدرية الجبر  عندما تأثرت الميزانية المالية وتصدعت من زلزال الطمع والسرقات كان لابد من وضع نظريات وأسباب تأثرها لمحاولة انقاذ القيّم وشرف المهنه من مرحلة عار العجز والنهوض مجدداً لتحقيق الرؤى والأهداف وإعادة سد الاحتياج بدعم منصة التمويل داخل المنشأة سواء كانت في شركة أو غيرها ، ولكونها مرحلة تعتبر من اصعب المراحل في جميع القطاعات والجهات والمجموعات العاملة فلابد من نشاط "أصبع الاتهام" التي تتجول في مرافق الهيكلة الإدارية من رأس الهرم إلى القاعدة وينتهي الأمر بتوجيه العجز وتدهور الميزانية المالية وفشل جميع خطط الإنجاز بالإشارة للموظف البسيط والتخلص منه ليتم طي هذه الصفحة على عجالة وجذب طاقة الهمه والانتصار ليستشعر الجميع بثمة عقبه ومرحلة زمنية مرت فيها المنشأة و أستطاعوا اللصوص أن ينقذوا موقف العجز، وبلاشك أن النجاه لكل شخص من هذه المواقف التي تحصل في كثير من القطاعات وبمختلف المجالات يؤثر على كلمة الحق ويكتفي الشخص بسلامته من الإتهامات ويلزم الصمت ليدخل لسلم المعيشة والترقيات  قد يبادر لذهن القارئ دور الجهات الرقابية ! إلا أن بعضها ...

أقنعة بلا روح

بقلم : بدرية الجبر  عِنْدَمَا يُصَابُ الْإِنْسَانُ بِوَعكه صِحيِّه يَتَّجِهُ لله تَعَالَى ثُمَّ لِكُل ما في الطَّبِيعَةَ وَ يَتْرُكُ المَأْكُولَات باشكالها وَ أَلْوَانهَا وَيَلْجَأُ للإستشفاء بَعْدَ اللهِ تعالى بِالأَطْعِمَة الصِّحية و الْأَمَاكِن المفتوحه و الهَوَاءَ النَّقِيَّ وَهَذَا الأَصْل يُعْتَبر قَاعِده ثَابِته فِي " زَمَنَ الْمُلَوَّثَاتِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الغيرِ صحيَّةَ " و هُوَ تَمَامَا ما يحدث فِي دَهَاليزِ التَّجْمِيلِ وَالْأَنَاقَةِ فِي " زَمَنَ الأقنعة"، لقَدْ كثْرٌ فِي الآونه الأخيره اِسْتِخْدَامَ أَقْنِعَةِ التَّجْمِيلِ بِشَكْلِ خَطِيرِ جِدًّا يَتَجَاوَزُ المَرْحَلَةُ الْأوْلَى التي دَخْل فِيهَا النَّاسَ للتَّصْلِيح وَالتَّعْدِيل وَالتَّنْظِيف و اصلاح مَا افسده الدَّهْرَ، إِلَى حَيْثُ مَرْحَلَةٍ تَبْرُزُ حَالَةُ مَرَضِيَّةُ يَبْحَثُ فِيهَا المَرِيضُ رَجِلًا كَانَ أَو امْرأَة عَنْ عَمَلِيَاتِ تَحْدِيدٍ و تَضْخِيمِ و فَكٍّ و تَرْكِيب و شَفْط و نَفَخَ و نحْت تَحْتَ مُسَمَّى " رِتُوشَ التَّجْمِيل" لَيْسَ لِتَصْلِيحُ مُشَكَّلَة صِحِّيَّة تُؤْث...