هناك في ساحة الأفق رأيت سماء تكتلت في أطرافها أشباه غيوم تحمل الغبار فتلبدت بلون عاصف تهاجر منه الطيور ويرتجف منه الإنســـان ... وتحتها بحر من تراب أمواجه كثبان تتلاطم فتثير حولي عاصفاً يعلو إلى السماء فلا يهدأ كأنه حميم من فوهة البـــركان ... مؤلم ذاك الامتداد العميق فلا إشراق للشمس ولا غروب مع الأفق يلتقـــيان ... نسارع الخطى ونتمنى الرحيل إلى غير هذا الزمــــان ... عبثاً نحاول فنعود بعد رحيلنا إلى نفس المـــــكان ... امتزجت عاصفة الأقدار وشر الإنسان وغضب الرحــــــمن ... فوطأت أقدامنا الغموض ونزل بنا من الله المكــــتوب ... أناس تموت جوعاً وأناس تعاني حروبا وأخرى تثور غضباً من الطــــغيان ... فانغمس الظلم في لقمة البؤساء وطغت المصالح وتفرعت طوائف وفتن وأديـــــان ... وأجتاح العدو صهوة الإعلام بين كذبه والصدق شــتان شــتان ... اليوم !! لارهان على ذلٍ ونحن كالقابض على جمره وملؤ قلوبنا الأيمـــان ... وموتاً مشرفاً كموت شهيداً يرفض الطواغيت من الحـــكام ...