التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أقبلت وريقات من الأيام





الحمد لله الذي وهبنا الإسلام دينا والقرآن دستورا وسنة محمد طريقاً ونورا.
الحمد لله الكافي من شر طواغيت الأرض ورجس الشياطين وظلال الأباطيل.
الحمد لله الذي هدانا ورزقنا الخير والعافية والأمن والآمان لنشكر فضله ونحمده على نعمه..


أنه الله الهادي إلي سواء السبيل مقدر الأقدار و فارج الكروب وجامع الناس في ظل لا ظلال بعده ..
أختص لنفسه الصوم في شهره شهر رمضان الكريم وأتم نوره وصدق وعده  ..
شهر خير تهفو له النفس وتتوق فيه إلى أصوات المآذن وحراك المصلين وجموع الصائمين للإفطار وتراتيل الذكر ..
شهرٌ للعابدين والتائبين والمتطهرين ففيه ليلة خير من ألف شهر ..
يسعد الفقير والمسكين بقدومه  فهو موسم الخير والبركات والصدقات والإحسان ..
يبتهل بهذا الشهر مسلمي العالم في كل بقعة من الأرض جعلوا قبلتهم بيت الله الحرام ..


لقد أقبلت وريقات من الأيام في شهر فضيل من السنة , بريحان الإيمان معطره , محملة بالخير والجود والغفران, كسنابل ملئها الأرزاق من الله مقدره , وأبواب الجنة  تنادي يا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر.


 لعلي أذكر نفسي وقارئ سطوري قبل أن تنقضي الأيام دون أن نشعر بها وثم تنطوي كرمضان الأمس - فهناك من صام بيننا ولا نجده اليوم معنا وهناك من ساءت وتبدلت أحواله وظروفه ومن تبددت صحته ولا يقوى على الصيام- أن هذه الوريقات القليلة المباركة فرصة لن تعود ولن تتكرر إلا بمشيئة الله فما أجمل صيام المودع الذي يستشعر فيه العبد بختام أعماله ويخلص في عبادته فيصوم كصيام من لن يقبل عليه رمضان آخر ويصلي كمن لا صلاة له بعد سويعات ويختم بالدعاء لحظاته وأيامه كمن لن يلقى أيام متجددة وفي حجة الوداع لرسولنا الكريم خير عبره وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم حين جاء إليه رجل وقال يا رسول الله علمني وأوجز فقال : إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع (رواه بن ماجة وحسنه الألباني 4171). 


الأحبة الكرام أن لنفسنا هوى فالمؤمن من يطرد سيطرة الهوى في النفس ويتجنب مسالك الردى ويبتغي دروب الحق وأن كان في زمنا هذا قد تضاعف البغي والتضليل وكثر خالطي الأحكام ومميعيها لصالح ملذات الدنيا تضليلاً وتدليساً هؤلاء هم ممن تلبسهم شيطان الغرب وأصبحت دروب النجاة من هذه الدنيا محفوفة بالمفاسد والملذات والشهوات والمحرمات فكما نحن نستعد لشهرنا هذا هناك من يشمر طوال العام بجديد الملهيات والمسلسلات والقنوات الهابطة والباطلة وما فيها من ابتذال وخنا وفجور وقلة حياء فيفوز من تخطاها وينعم بالأجر من صبر وجعل نصب عينيه باب الريان يدخل منه الصائمون فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل في الجنة غيرهم.


ولما لهذا الشهر من فضائل فان للصائم دعوة لا ترد فحق علي أن أعكف بقلمي ليبث أنين الصائمين خلف القضبان , والآم المحتاجين والفقراء حين لا يجدون الطعام, و آهات المهاجرين والمغتربين في ديار تستنكر بيوت الرحمان , وحنين المريض الحائر والكبير العاجز عن الصيام ........  وأني لأستحوذ ذلك في نفس القارئ وأوجزه بأن تتأمل بمخيلتك أنك في ظرف أحدهما فأي دواء لدائك ترجوا ...والحمدلله فما غير الله يستعان .







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوها تهاجر ولا تهرب

أخذت هاشتاقات الحقوق النسوية والهاربات إلى دول أخرى صعود إعلامي كبير ينهل محتواه من تغريدات ومقاطع بث  ومطالب تصل إلى "ترندات" مثيره للاشمئزاز . المتابع لصعود هذه الهاشتاقات يجد أنها عناوين متجدده لنفس القضية  الواحدة تأخذ طابع السيناريو وتتبعها قصه لكل هاربة فتجعل المجتمع يتابعها كحلقات مسلسل متتالية تظهر في  أوقات متفاوتة بين الحين والآخر ويترقب المتابع جديدها بينما لايوجد من جديدهن من وصلت إلى مرحلة الإنجاز لذاتها  قبل أن يكون لمجتمعها ودولتها فلا يوجد منهن من حققت العيش الكريم الذي كان سبب هروبها.    لن أدعي المثالية لمجتمعنا لكن قد يكون بعض مسببات الهروب حقيقة وجميع الأسباب أدت للحادثة والتي نخشى أن  تتحول لظاهره حين تُستغل المُسببات التي تشير أنها خارج إطار الحقوق المفترضة لتصبح في سياق البنود والمؤشرات  التي تعطي حق اللجوء والهرب.   من هنا أود الإشارة لأمرين الأول: هل دولتنا على استعداد لتجهيز دور مخصصة للمشكلات الاجتماعية في ظل التغيرات  المجتمعية جميعنا يعلم أن الروابط الأسرية ونوع المشكلات الأسرية تختلف من زمن لآخر ...

مقال بعنوان : استضعفوك فوصفوك هلّا وصفوا شبل الأسد

 بقلم : الكاتبة السعودية والإعلامية بدرية الجبر  عندما تأثرت الميزانية المالية وتصدعت من زلزال الطمع والسرقات كان لابد من وضع نظريات وأسباب تأثرها لمحاولة انقاذ القيّم وشرف المهنه من مرحلة عار العجز والنهوض مجدداً لتحقيق الرؤى والأهداف وإعادة سد الاحتياج بدعم منصة التمويل داخل المنشأة سواء كانت في شركة أو غيرها ، ولكونها مرحلة تعتبر من اصعب المراحل في جميع القطاعات والجهات والمجموعات العاملة فلابد من نشاط "أصبع الاتهام" التي تتجول في مرافق الهيكلة الإدارية من رأس الهرم إلى القاعدة وينتهي الأمر بتوجيه العجز وتدهور الميزانية المالية وفشل جميع خطط الإنجاز بالإشارة للموظف البسيط والتخلص منه ليتم طي هذه الصفحة على عجالة وجذب طاقة الهمه والانتصار ليستشعر الجميع بثمة عقبه ومرحلة زمنية مرت فيها المنشأة و أستطاعوا اللصوص أن ينقذوا موقف العجز، وبلاشك أن النجاه لكل شخص من هذه المواقف التي تحصل في كثير من القطاعات وبمختلف المجالات يؤثر على كلمة الحق ويكتفي الشخص بسلامته من الإتهامات ويلزم الصمت ليدخل لسلم المعيشة والترقيات  قد يبادر لذهن القارئ دور الجهات الرقابية ! إلا أن بعضها ...

أقنعة بلا روح

بقلم : بدرية الجبر  عِنْدَمَا يُصَابُ الْإِنْسَانُ بِوَعكه صِحيِّه يَتَّجِهُ لله تَعَالَى ثُمَّ لِكُل ما في الطَّبِيعَةَ وَ يَتْرُكُ المَأْكُولَات باشكالها وَ أَلْوَانهَا وَيَلْجَأُ للإستشفاء بَعْدَ اللهِ تعالى بِالأَطْعِمَة الصِّحية و الْأَمَاكِن المفتوحه و الهَوَاءَ النَّقِيَّ وَهَذَا الأَصْل يُعْتَبر قَاعِده ثَابِته فِي " زَمَنَ الْمُلَوَّثَاتِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الغيرِ صحيَّةَ " و هُوَ تَمَامَا ما يحدث فِي دَهَاليزِ التَّجْمِيلِ وَالْأَنَاقَةِ فِي " زَمَنَ الأقنعة"، لقَدْ كثْرٌ فِي الآونه الأخيره اِسْتِخْدَامَ أَقْنِعَةِ التَّجْمِيلِ بِشَكْلِ خَطِيرِ جِدًّا يَتَجَاوَزُ المَرْحَلَةُ الْأوْلَى التي دَخْل فِيهَا النَّاسَ للتَّصْلِيح وَالتَّعْدِيل وَالتَّنْظِيف و اصلاح مَا افسده الدَّهْرَ، إِلَى حَيْثُ مَرْحَلَةٍ تَبْرُزُ حَالَةُ مَرَضِيَّةُ يَبْحَثُ فِيهَا المَرِيضُ رَجِلًا كَانَ أَو امْرأَة عَنْ عَمَلِيَاتِ تَحْدِيدٍ و تَضْخِيمِ و فَكٍّ و تَرْكِيب و شَفْط و نَفَخَ و نحْت تَحْتَ مُسَمَّى " رِتُوشَ التَّجْمِيل" لَيْسَ لِتَصْلِيحُ مُشَكَّلَة صِحِّيَّة تُؤْث...