التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصيف والنعيم بالمواطنة

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,,, اما بعد
بعد أطيب التمنيات بقضاء إجازة هذا الصيف في كنف الخير والعافية وربوع وطننا الغالي
فاني أرجو من الجميع أن يحسنوا الظن بكاتبة هذا المقال فوطني وان جـــار علي عزيزٌ ... وأهلي إن ضنوا عليَ كرامُ .......


مما هو معتاد في صيف كل عام أن تتباين وجهات السفر الداخلية والخارجية لدى كثير من المواطنين وقد يفضل البعض قضاء الصيف فيما هو متاح داخل منطقته وحيثما يكون التنظيم الصحيح وترتيب الوقت في الإجازة تكون المتعة والفائدة , ولعلي أشيد ببعض المناطق التي بدأت بقص شريط التجوال إلى فعاليات الصيف المتنوعة وعلى وجه الخصوص في المنطقة الشرقية فقد تابعت مايتأجج عبر صحافتنا المحلية أن صيفنا حافل ببرامج ومهرجانات لا بأس بها وحتماً باقي مناطق مملكتنا الحبيبة تحتفي بزوارها من الداخل والخارج .


بعد هذه المقدمة سوف أمارس حقي من التعبير لأسمع أصوات القابعين تحت دكتاتورية بعض المؤسسات والتي غفلت عنها أو بالأحرى تغافلت عنها عين الرقابة والأمانة والضمير فأصبحنا نجازف لأبسط الحقوق ومن حسن الحظ أن هذا الصيف تملأه فعاليات قد تشغلنا عن التفكير بأننا مكبلين تحت قهر العمل والارتباط به ومن هنا كانت العزيمة على سرقة الوقت والاستمتاع بحق من حقوق المواطن حيث أجبرتنا الظروف لنصنع "النعيم بالمواطنة" والقناعة بأننا يجب أن نحضى كباقي الموظفين المستحقين للراحة ليتجدد الارتقاء والعودة فيما بعد بما يثري الإنتاج المهني و بعد أن نملأ أعماقنا بمخزون ضخم من الرفاهية ونتنفس الصعداء من خلالها , فما كان منا إلا أن نعارك من أجل هذا المستحق لنا , واعني بهذا تلك المسماة "إجازة" فهي كلمة ليس لها أي اعتبارات ضمن البنود الحقوقية لدى مؤسستي الموقرة والتي لاتعدو عن سائر المؤسسات الأخرى في تنافسها الجائر واستنزافها للطاقات الشبابية دون أن تأخذها الرأفة والرحمة بحالنا بل أنها تنظر إلى حاجة الموظف السعودي للعمل في ظل البطالة غنيمة لا تعوض ومكسب كبير لها وتكمن استهانتها بان تتجاهل الشعور بحاجة الموظف المسكين للراحة.


فيما مضى من سنين كان والدي يرحمه الله يتحدث عن خدمة الوطن وأن العطاء له واجب , وتبجيله فخر , والروح فداه , فلابد لنا من الذود عن حماه , ومقاومة من عاداه فلاشك أنه يمنحنا الانتماء فضلاً عن أن صبغة الهوية مطرزة بالحرمين الشريفين مما يجعله أفضل وطن على الإطلاق وهذا مما يسيرنا في طريق البذل ممزوجاً بالسعادة فيما نقدمه .


قد يرى القارئ أن ثمة مقارنه قادمة بين سطوري ترسم مقدار الحب والولاء لهذه الأرض بين حقبتين من الزمن "الأمس البعيد واليوم القريب" أو قد يسهب إلى ما يتوارد لذهني أن الوطن كحقل زراعي بمقدار ما تعطيه من جهد يعود عليك بالنفع لكن لم يعد اليوم لتلك المقاييس والصور أي وجود فكلما حاولنا (أن نسارع للمجد والعليا ليعيش موطني فخرا للمسلمين نجد أن المجد والعليا شُكلت في طبقه من المجتمع والطبقة الأخرى أخذت المسارعة إلى الفقر والأعمال المهينة وخطط النصب والغش والرياء) .


اكتبها على مضض أن ملحمة الوطنية والمواطنة ينقصها الكثير ولم تعد معبره عن حقيقة نعيشها هي أبلغ من "صفصفة التعابير" لشحذ الهمم التي سرعان ما تنتكس لتكشف حجم زيفها فلا أكثر من واقع تلتفت فيه يمنه تجد البطالة وحين تتجه يساراً تجد الخوف من العوز والحاجة وليس أمامك إلا أن تعيش بما هو متاح من بيئة وظيفية قصيبية وتردد الأمثال القصيبية " نحن نسعى إلى السعودة ليخدم البلد أبناء البلد" ولكي تكون مواطناً مخلصاً فلا تنقض ماهو مُجدل من ضفائرٌ التعاميم القصيبية و مطروح في سوق العمل " لأنه بند وظيفي يسمى لدى وزارة العمل "بند القصيبي " ويفتح له باب الاستقدام السعودي للأعمال الدونية ففيما يبدو أن موروث القصيبية سنعاني منه إلى أن يشاء الله .


تقول إحدى السيدات الكبيرات في السن كان اعتمادي بعد الله على أبني الذي ساعدني أهل الخير والمؤسسات الخيرية دفع عجلة تعليمه حتى نال الشهادة الجامعية وبعد ما يقارب 17 سنه من العناء لم يجد في سوق العمل بعد تخرجه غير "تاكسي أجره" يتبع أحد المؤسسات يقتات نصف المبلغ والنصف الآخر للمؤسسة واليك عزيزي القارئ أن تقدر كم يحصل من ذلك "التاكسي" لسداد أجار منزل وتسديد فواتير الكهرباء والماء ومصاريف أخرى وما ألمني إلا قولها لو كنت أعلم أن 17 سنه من التعليم نتيجتها مماثله لمن لم يتعلم لأختصرت على أبني مكابدة الحياة . هذه السيدة إحدى النماذج بين زخم كبير من الأساطير والمآسي المحزنة .


وعودا على بدء ,, أن المحيط بنا من عثرات يصنعها بعض المسئولين دون رقابة وخوف من الله يؤثر في أيدلوجية الأجيال القادمة فبلا شك سوف تختار الهوية التي تمنحها الاستقرار وتكفل لها كافة حقوقها فكم من مبتعث خرج ولم يعد وكم من مهاجر وباحثين عن العمل خارج حدود الوطن لم تذكر إحصائياتهم بدقة خشية أن ينكشف عار التقصير تجاه المواطن.


والحقيقة أنني لأعجب أين هو الإصلاح الذي يشمل الدوائر الحكومية وغير الحكومية والذي يتحدثون عنه فلا تكاد تخلو طاولة مقهى الشورى من تلك الوريقات التي تحمل في طياتها خطط "استرا نصبيه" يتأبطها بعض ممن ينسبون أنفسهم للإصلاح ويجيشون ثلة من وسائل الأعلام الواهنة والمعاضدة لهم لما يحفز خططهم الفاشلة . 

http://lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=42684 



http://www.kabar.ws/articles-action-show-id-1180.htm 



http://saudiclock.com/dim/articles-action-show-id-601.htm 



http://www.almubasher.net/articles.php?action=show&id=24728 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوها تهاجر ولا تهرب

أخذت هاشتاقات الحقوق النسوية والهاربات إلى دول أخرى صعود إعلامي كبير ينهل محتواه من تغريدات ومقاطع بث  ومطالب تصل إلى "ترندات" مثيره للاشمئزاز . المتابع لصعود هذه الهاشتاقات يجد أنها عناوين متجدده لنفس القضية  الواحدة تأخذ طابع السيناريو وتتبعها قصه لكل هاربة فتجعل المجتمع يتابعها كحلقات مسلسل متتالية تظهر في  أوقات متفاوتة بين الحين والآخر ويترقب المتابع جديدها بينما لايوجد من جديدهن من وصلت إلى مرحلة الإنجاز لذاتها  قبل أن يكون لمجتمعها ودولتها فلا يوجد منهن من حققت العيش الكريم الذي كان سبب هروبها.    لن أدعي المثالية لمجتمعنا لكن قد يكون بعض مسببات الهروب حقيقة وجميع الأسباب أدت للحادثة والتي نخشى أن  تتحول لظاهره حين تُستغل المُسببات التي تشير أنها خارج إطار الحقوق المفترضة لتصبح في سياق البنود والمؤشرات  التي تعطي حق اللجوء والهرب.   من هنا أود الإشارة لأمرين الأول: هل دولتنا على استعداد لتجهيز دور مخصصة للمشكلات الاجتماعية في ظل التغيرات  المجتمعية جميعنا يعلم أن الروابط الأسرية ونوع المشكلات الأسرية تختلف من زمن لآخر ...

مقال بعنوان : استضعفوك فوصفوك هلّا وصفوا شبل الأسد

 بقلم : الكاتبة السعودية والإعلامية بدرية الجبر  عندما تأثرت الميزانية المالية وتصدعت من زلزال الطمع والسرقات كان لابد من وضع نظريات وأسباب تأثرها لمحاولة انقاذ القيّم وشرف المهنه من مرحلة عار العجز والنهوض مجدداً لتحقيق الرؤى والأهداف وإعادة سد الاحتياج بدعم منصة التمويل داخل المنشأة سواء كانت في شركة أو غيرها ، ولكونها مرحلة تعتبر من اصعب المراحل في جميع القطاعات والجهات والمجموعات العاملة فلابد من نشاط "أصبع الاتهام" التي تتجول في مرافق الهيكلة الإدارية من رأس الهرم إلى القاعدة وينتهي الأمر بتوجيه العجز وتدهور الميزانية المالية وفشل جميع خطط الإنجاز بالإشارة للموظف البسيط والتخلص منه ليتم طي هذه الصفحة على عجالة وجذب طاقة الهمه والانتصار ليستشعر الجميع بثمة عقبه ومرحلة زمنية مرت فيها المنشأة و أستطاعوا اللصوص أن ينقذوا موقف العجز، وبلاشك أن النجاه لكل شخص من هذه المواقف التي تحصل في كثير من القطاعات وبمختلف المجالات يؤثر على كلمة الحق ويكتفي الشخص بسلامته من الإتهامات ويلزم الصمت ليدخل لسلم المعيشة والترقيات  قد يبادر لذهن القارئ دور الجهات الرقابية ! إلا أن بعضها ...

أقنعة بلا روح

بقلم : بدرية الجبر  عِنْدَمَا يُصَابُ الْإِنْسَانُ بِوَعكه صِحيِّه يَتَّجِهُ لله تَعَالَى ثُمَّ لِكُل ما في الطَّبِيعَةَ وَ يَتْرُكُ المَأْكُولَات باشكالها وَ أَلْوَانهَا وَيَلْجَأُ للإستشفاء بَعْدَ اللهِ تعالى بِالأَطْعِمَة الصِّحية و الْأَمَاكِن المفتوحه و الهَوَاءَ النَّقِيَّ وَهَذَا الأَصْل يُعْتَبر قَاعِده ثَابِته فِي " زَمَنَ الْمُلَوَّثَاتِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الغيرِ صحيَّةَ " و هُوَ تَمَامَا ما يحدث فِي دَهَاليزِ التَّجْمِيلِ وَالْأَنَاقَةِ فِي " زَمَنَ الأقنعة"، لقَدْ كثْرٌ فِي الآونه الأخيره اِسْتِخْدَامَ أَقْنِعَةِ التَّجْمِيلِ بِشَكْلِ خَطِيرِ جِدًّا يَتَجَاوَزُ المَرْحَلَةُ الْأوْلَى التي دَخْل فِيهَا النَّاسَ للتَّصْلِيح وَالتَّعْدِيل وَالتَّنْظِيف و اصلاح مَا افسده الدَّهْرَ، إِلَى حَيْثُ مَرْحَلَةٍ تَبْرُزُ حَالَةُ مَرَضِيَّةُ يَبْحَثُ فِيهَا المَرِيضُ رَجِلًا كَانَ أَو امْرأَة عَنْ عَمَلِيَاتِ تَحْدِيدٍ و تَضْخِيمِ و فَكٍّ و تَرْكِيب و شَفْط و نَفَخَ و نحْت تَحْتَ مُسَمَّى " رِتُوشَ التَّجْمِيل" لَيْسَ لِتَصْلِيحُ مُشَكَّلَة صِحِّيَّة تُؤْث...